بسم الله الرحمن الرحيم
لكل باحث عن الأجر و شرف نصرة إخواننا المجاهدين في فلسطين بأيسر
الطرق أذكر قصص حقيقية لأشخاص مثلنا حركهم الشعور بالأمانة الملقاة عليه فساهموا في كفالة الأيتام و أبناء الشهداء .. هي قصص تحرك في النفس الكثير من العواطف و تذكرها بأقل الواجب المفروض عليها ..
( القصة الأولى )
قبل أقل من أسبوعين ذهبت لأحد الأصدقاء في عيادته وهو طبيب على باب الله تخرج حديثاً .. يعني العيادة فاضية
قلت أكسب فيه ثواب وأروح أزوره وبالمرة يغير لي على جرح بسيط مجاناً ..
المهم ..أثناء الحديث جاءت طفلة صغيرة عمرها تقريباً سبع سنوات وهي تسكن في نفس العمارة الموجود بها العيادة
دخلت الطفلة وطرحت السلام وبكل أدب قالت لصديقي .. لو سمحت عمو ممكن تكتب لي رسالة لبابا
استغربت حين قالت الطفلة هذا الكلام فأنا أعلم أن والدها شهيد
ولكن صديقي أخذ منها الورقة التي في يدها وبدأ يكتب وكأنه يعرف ما الذي تريد أن تقوله في الرسالة
سألت الطفلة .. عن والدها .. فقالت : بابا صار نجمة في السما
فقلت لها : وهل تريدين أن ترسلي الرسالة للسماء ؟
ضحكت الطفلة على كلامي .. ثم قالت توضح وهي تُشير بيدها .. لأ عمو .. مش بابا الحقيقي .. هادي رسالة لبابا اللي كافلني
طبعاً فهمت الموضوع على الفور
فسألتها لماذا ترسلين له رسالة .. قالت : بدي أفرحو لأني نجحت وجبت نتيجة ممتاز
قلت : مبروك عقبال الجامعة .. ثم سألتها لماذا لا تتصلين به وتخبريه أنت بلسانك بدل الرسالة .. قالت : ما في عنا صفر دولي .. ثم تابعت بفرحة .. لكن هو بيتصل في العيد ويعيد عليا
قلت لها : إن كان الرقم معك اذهبي وأحضريه وسأجعلك تحدثينه من هاتفي
لم ترد علي وذهبت مسرعة وأحضرت الرقم وأخذت تنظر لي بلهفة وأنا أضغط أزرار الهاتف .. وبعد كذا محاولة شبك الخط واستطاعت الطفلة أن تتحدث مع كفيلها
كانت كل كلمة تخرج من فمها تنطق بالسعادة وهي تُخبره أنها نجحت وأعطوها جائزة في المدرسة وستنتقل إلى الصف الثاني الابتدائي وانهت المكالمة بالدعاء وأكثرت من الدعاء لدرجة أني استغربت
وبعد أن أنهت سألتها ماذا قال لك : قالت بسعادة غامرة .. قال لي مبروك حبيبتي أنا مبسوط منك اكتير وقال لي ادعيلي ربنا ينجحني عشان عندي امتحانات
ثم قالت لي .. عمو .. صح روح بابا فرحانة عشان أنا نجحت وهي بتشوفني من الجنة ؟
قلت لها : صح .. وهي الآن فرحانة بك كثيراً
فهمت من صديقي بعد أن غادرت الطفلة ومعها رسالتها والتي ستضع بها صورة لها وصورة عن شهادتها كي ترسلها لكفيلها
أن هذا الكفيل طالب فلسطيني مقيم بالسعودية ويدرس الآن في إحدى الدول العربية .. وهو يرسل مبلغ ثابت شهرياً (ككفالة يتيم )حوالي 25 دولار من مصروفه الشهري باسم هذه الصغيرة منذ ثلاث سنوات تقريباً بطريقة مباشرة دون وساطة أي جمعية أو هيئة
لكن صديقي أخبرني أن كروت المعايدة واتصالات هذا الأخ –جزاه الله خيرا-في المناسبات تُفرح هذه الطفلة كثيراً .. ومع أنها لم تقل له يوماً (بابا) إلا أنها حين تتحدث عنه تقول عنه بابا .. ربما شوقاً لنطق الكلمة أو حباً في استعمالها باستمرار فهي كثيراً ما تتحدث عن والدها وتتفاخر به بالرغم من أنها لا تذكره
ويومها قلت لنفسي .. لكم الله يا أبناء أحب خلق الله وصفوتهم .. تتسولون مشاعر الدفء في زمنٍ جفت فيه المشاعر ونضبت ..